فصل: قال زكريا الأنصاري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.مطلب المياه كلها من الأرض وذم الهوى وانقسام الخلق إلى قسمين والسؤال عن الساعة:

تدل هذه الآية على أن جميع المياه من الأرض يؤيدها الآية 44 من سورة هود، وتفهم أن ما ينزل من المطر هو ما يتبخر من الأرض أي من مياهها ورطوبتها وما يلتقمه السحاب من الأنهار والأبحر.
وكانت العرب تعرف هذا لما ورد عنهم:
شربن بماء البحر ثم ترفعت ** مني لجج خضر لهن أجيج

{وَمَرْعاها} 31 نباتها مما يرعاه الحيوان ويأكله الإنسان، ومن جملة دحوها أيضا {وَالْجِبالَ أَرْساها} 32 أثبتها في الأرض وثقلها فيها لئلا تتحرك فتخلّ بمنفعة البشر، قال زيد بن عمرو بن نفيل:
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له ** الأرض تحمل صخرا ثقالا

دحاها فلما استوت شدها بأيد ** وأرسى عليها الجبالا

فانظروا أيها الكفرة هل خلق هذه الأشياء الجسيمة أعظم وأصعب أم إعادتكم بعد الموت، وليس عند اللّه صعب وأصعب، ولا هين وأهون، كما سيأتي في الآية 27 من سورة الروم الآتية، لأن إيجاد الأشياء كلها وإعدامها مستو عنده إذ تكون بين الكاف والنون.
وإذا علمتم هذا فاعلموا أيضا أن هذه الأشياء كلها مما عدده هنا وما لم يعدد خلقها {مَتاعاً لَكُمْ} أيها الناس تتمتعون بها في حياتكم {وَلِأَنْعامِكُمْ} 33 متاعا أيضا لأنها خلقت لمنافعكم.
ولما ذكر اللّه تعالى لمعة من بدء الخلق المشعرة عن توحيده بعد ذكر النبوة، أعقبها بذكر المعاد، لأنه أحد الأصول الثلاثة التي لا ينفك ذكر بعضها عن الآخر، كما أشرنا إليه في الآية 28 من سورة النبأ، فقال جل قوله: {فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى} 34 والداهية العظمى وهي القيامة التي تطم كل شيء لشدة هولها وكل شيء دونها {يوم يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ} فيها {ما سَعى} 35 في دنياه وكسبه من خير أو شر لا ينسى منه شيئا {وَبرزت الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى} 36 فلا تخفى على أحد وهناك ينقسم الخلق إلى قسمين {فَأَمَّا مَنْ طَغى} 37 على الناس في دنياه وبغى على حقوقهم {وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا} 38 على الآخرة، وهذا هو القسم الأول المشار إليه في الآية 7 {فَإِنَّ الْجَحِيمَ} المذكورة، وأظهرت بدل اضمارها لسبق ذكرها تهويلا لشأنها وتخويفا لأهلها.
واعلم أيها القارئ أنه لا يأتي الاسم الظاهر مقام المضمر إلا لأمر ذي بال كما هنا، ومثله في القرآن كثير {هِيَ الْمَأْوى} 39 لهم لا ملجأ لهم غيرها.
ثم ذكر القسم الثاني بقوله عز قوله: {وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ} بين يديه في موقف تلك الطامة وعلم أنه محاسب على ما يأتي ويذر في دنياه {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى 40} فزجرها وكفّها عن الشهوات المحرمة خوفا من اللّه تعالى.
{فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى 41} لهم يمرحون فيها كيفما شاءوا وأرادوا، وهذه الآيات الثلاث بمقابل الآيات الثلاث قبلها.
واعلم أن الخوف مقدم على العلم، قال اللّه تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} الآية 38 من سورة فاطر، ولما كان الخوف من اللّه سببا لدفع الهوى وهو علّة فيه، قدّمه عليه، فمن أعرض عن هوى نفسه وخالقها في مقامه هذا وعرف أنه يعاقب على الإقدام عليها ويثاب عن الإعراض عنها باعتقاد جازم كان مصيره الجنة عند ربه الذي خافه وترك شهوته من أجله، و(من) في الآيتين عامة في كل من يتصف بهما.
والهوى مطلق الميل إلى الشهوات فهو يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية، وفي الأخرى إلى الهاوية، فالسعيد من ضبط نفسه بالصبر ووطنها على مخالفته، ولم يعتد بمتاع الدنيا وزهرتها الفانية، ولم يغتر بزخارفها وزينتها البالية، علما بوخامة عاقبتها، قال بعض الحكماء: إذا أردت الصواب فانظر هواك وخالفه.
وقال الفضيل: أفضل الأعمال مخالفة الهوى.
قال أبو عمران اليرتلي:
فخالف هواها واعصها إن من يطع ** هوى نفسه تنزع به شر منزع

ومن يطع النفس اللجوجة ترده ** وترم به في مصرع أي مصرع

وقال الأبوصيري:
فاصرف هواها وحاذر أن توليه ** إن الهوى ما تولى يصم أو يصم

وراعها وهي في الأعمال سائمة ** وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

كم حسنت لذة للمرء قاتلة ** من حيث لم يدر أن السم في الدمم

وخالف النفس والشيطان واعصهما ** وإنّ هما محضاك النصح فاتهم

هذا والسالم من موافقة هواه قليل، اللهم اجعلنا من القليل.
قال: سهل لا يسلم من الهوى إلا الأنبياء وبعض الصديقين، فطوبى لمن سلم منه.
وقال عليه الصلاة والسلام ثلاث مهلكات: هوى مطاع، وشحّ متبع، وإعجاب المرء في نفسه.
واعلم أن من اتبع هواه في واحدة جرته إلى وحدات، ومن المعلوم عدم إدراك كل ما يتمناه الإنسان مهما بلغ في الحياة، وعليه فالترك بالكلية أولى وأحسن قال:
ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه ** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

وقال الآخر:
وأنت إذا أرسلت طرفك رائدا ** لعينك يوما أتعبتك المناظر

رأيت الذي لا كله أنت قادر ** عليه ولا عن بعضه أنت صابر

وقال غيره:
جمع الهواء مع الهوى في مهجتي ** فتكاملت في أضلعي ناران

فقصرت بالممدود عن نيل المنى ** ومددت في المقصور في أكفاني

فالعاقل من يتباعد عن قليله فإنه يجره لكثيره، وهو لا يهدي إلا إلى الشر، وليس لمن تبعه عاقبة غير الهلاك، ويكفي في ذمه أنه ينشأ من شهوة النفس الخبيثة وطاعة الشيطان اللعين، قال ابن عباس: إن هذه الآيات نزلت في أبي عزير بن عمير وأخيه مصعب، كان الأول طاغيا مؤثرا الدنيا علي الآخرة، والثاني خائفا مقام ربه ناهيا نفسه عن هواها.
وقد وقى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بنفسه يوم أحد حين تفرق عنه الناس حتى نفدت المشاقص أي السهام في جوفه رضي اللّه عنه، فلما رآه صلى الله عليه وسلم متشطحا في دمه قال «عند اللّه احتسبك»، وقال لأصحابه «لقد رأيته وعليه بردان ما تعرف قيمتهما وإن شراك نعله من ذهب».
ولما أسر أخوه أبو عزيز لم يشدد وثاقه إكراما له، وأخبر بذلك قال ما هو لي بأخ شدوا أسيركم، فإن أمه أكثر أهل البطحاء حليا ومالا.
وعنه أيضا أنها نزلت في مصعب المذكور المعفور له المرضي عنه وفي أبي جهل المغضوب عليه المنفور منه، وقيل في النضر وابنه.
والآيات عامات كما ذكرنا فيدخل فيها هؤلاء وغيرهم، إذ لا يوجد ما يقيدها بأحد، وذكرنا غير مرة أن نزول الآية لا يقصر معناها فيمن نزلت عليه أو فيه بل تعمه وغيره إذا لم يوجد مخصص.
قال تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها} 42 متى قيامها وإتيانها يا سيد الرسل لأنهم لا يعلمون {فِيمَ أَنْتَ} في أي شيء أنت تنطلع إليها أتريد أن تعلم وقتها، كلا، فإنك وجميع الخلق بعيد {مِنْ ذِكْراها} 43 وبيان وقتها لأنك لست بالمبين زمنها لهم ولا بالعارف وقت قيامها، فقل لهم أنا لا أعلم عنها شيئا أبدا وقل {إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها} 44 منتهى علمها عند اللّه فما هذا السؤال عنها وأنت من علاماتها لأنك خاتم الرسل، فوجودك دلالة على قربها، فليستعدوا لها {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها} 45 ولهذا بعثت لا لبيان وقتها.
واعلم أن هؤلاء الكفرة الملحّين بالسؤال عنها {كَأَنَّهُمْ يوم يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا} في دنياهم وقبورهم {إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها} 46 أي بقدر زمن ضحى من يومها، لأن العشي لا ضحى له، وإنما الضحى لليوم، أي كان ما مرّ عليهم في حياتهم وبرزخهم بقدر هذا الجزء بالنسبة لأهوال ذلك اليوم وطوله.
أخرج البزاز وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم- وصححه- عن عائشة قالت: «ما زال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل اللّه تعالى عليه {فيم أنت من ذكراها} فانتهى عليه الصلاة والسلام فلم يسأل بعدها».
وأخرج النسائي عن طارق بن شهاب قال: «كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت {فيم أنت من ذكراها} فكفّ عنها» وأنت خبير بأن السيدة عائشه رضى اللّه عنها حين نزول هذه الآية لم تكن أهلا لتحمل الحديث وليس لها علم بأن الرسول يسأل عن الساعة أو لا يسأل وبعد أن تزوجت به صارت ملازمة له في أكثر أوقاته حتى حال نزول الوحي، وكان يكثر من ذكر الساعة بحضورها صباح مساء ليل نهار، فتسمع الآيات التي نزلت بالساعة منه وتحفظها، وصار الناس ينقلون عنها ما تذكره لهم مما نزل في الساعة وغيرها قبل زواجها وبعده، وتجاوب من يسألها عن أقوال حضرة الرسول، ويدونون ما يأخذونه عنها، وعليه فلا محل للقول بأن هكذا أحاديث تكلم حضرة الرسول بها حال صغرها ولا يجوز الأخذ بها لأنها فكانت على الوجه الذي ذكرناه، وهي الصادقة فيما تقول وتذكر، ولا يتصور أن تقول شيئا من نفسها وتسنده لحضرة الرسول، بل كل ما جاء عنها وأسندته إلى حضرة الرسول قد سمعته منه ونقلته كما سمعته سواء أكانت تلك الأحاديث قبل اقترانها بحضرة الرسول أو بعده، فلا يشك بصحتها، وهي الأمينة بنت الصديق، وتعلم عقوبة من يسند لحضرة الرسول ما لم يقله.
هذا واللّه أعلم وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، والحمد للّه رب العالمين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة النازعات:
مكية.
وجواب الأقسام المذكورة محذوف تقديره هذه الأشياء لتبعثن يوم ترجف الراجفة.
{تتبعها الرادفة} كاف.
{خاشعة} صالح وقال أبو عمرو تام.
{خاسرة} تام وكذا {بالساهرة}.
{طوى} كاف.
{فتخشى} صالح.
{والأولى} تام.
وما ذكرنا انه تام من هذه الوقف إنما يأتي أن جواب الأقسام محذوف ماذا جعل جوابها {إن في ذلك} إلخ فكاف.
{لمن يخشى} تام وكذا {أم السماء} وقيل يوقف على {بناها} أيضا وعليه لا أحب بينهما.
{ضحاها} كاف.
{دحاها} جائز.
{ولأنعامكم} حسن.
{لمن يرى} تام.
{المأوى} الأولى كاف والثانية تام.
{من ذكراها} صالح.
{منتهاها} أصلح منه.
{من يخشاها} مفهوم.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة {والنازعات}:
مكية.
ست وأربعون آيةً في الكوفي.
وكلمها مائةٌ وتسع وتسعون كلمة.
وحروفها سبعمائة وثلاثة وخمسون حرفاً.
ولا وقف من أولها إلى {أمراً} وهو تام إن جعل جواب القسم محذوفاً تقديره لتبعثن أو لتحشرن فحذف هذا الجواب لأنَّ قوله: {يقولون أئنا لمردودن} فيه دلالة على أنهم أنكروا البعث والحشر فحذف لأن ما يدل على الشيء يقوم مقامه.
قال الرضى وإذا تكررت الواو بعد القسم نحو {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى} فذهب سيبويه والخليل أن المتكررة واو العطف وقال بعضهم هي واو القسم والأول أصح وتقدم أن سيبويه سأل شيخه الخليل بن أحمد لم لم تكن الواو المتكررة بعد واو القسم كواو القسم؟ وتقدم الجواب عنه في {والذاريات}.
فالقسم واحد والمقسم به متعدد والقسم هو الطالب للجواب لا المقسم به فيكون جواباً واحدًّا والقاعدة أن ما عطف بالفاء هو من وصف المقسم به قبل الفاء وما عطف بالواو وهو مغاير لما قبلها ومشعر بالتغاير وهو موضوعه في لسان العرب والمقسم بها هنا محذوفات أقيمت صفاتها مقامها فقيل {النازعات} ملائكة تنزع نفوس بني آدم وقيل {الناشطات} ملائكة وكذا قيل و{السابحات} ملائكة تتصرف في الآفاق بأمر الله تعالى تجئ وتذهب و{نشطاً} و{سبحاً} و{سبقاً} كلها مصادر وقيل الجواب ليس محذوراً بل هو تتبعها أو هو هل أتاك أو هوان في ذلك لعبرة وهذا قبيح لأنَّ الكلام قد طال بين القسم والجواب.
وقال السجستاني يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير كأنه قال فإذا هم بالساهرة والنازعات غرقاً. وهذا خطأ لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام كقول الشاعر:
وإني متى أشرف على الجانب الذي ** به أنت من بين الجوانب ناظر

أراد واني ناظر متى أشرف وكقول الآخر:
يا أقرع بن حابس يا أقرع ** إنك إن يصرع أخوك تصرع

أراد أنك تصرع إن يصرع أخوك وهذا الذي قاله أبو حاتم في الآية خطأ من وجهين أحدهما ما تقدم والثاني أن أوَّل السورة واو القسم وسبيل القسم أنه إذا ابتدئ به لابد وأن يكون له جواب.
{خاشعة} حسن على استئناف ما بعده.
ولا يوقف على {الحافرة} لأن {لمردودون} دليل العامل في إذا وأرادوا الحياة التي ماتوا بعدها.
{نخرة} حسن على القراءتين؛ قرأ الأخوان وأبو بكر {ناخرة} بألف بعد النون والباقون {نخرة} بدونها وهي المصوّنة.
ولا يوقف على {خاسرة} لأن ما بعدها جوابه ما قبله أي إن ردّنا إلى الحافرة كانت ردتنا خاسرة.
{بالساهرة} حسن وهي التي لم توطأ وقيل وجه الأرض.
{حديث موسى} تام.لأنه لو وصله بما بعده لصار إذا ظرفاً لاتيان الحديث وهو محال بل هو مفعول بفعل محذوف أي اذكر إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى.
و{طوى} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف ان جعل ما بعده في حكم البدل مما قبله أو جعل قوله: {اذهب} مفعول {ناداه}.
{طغى} جائز.
{أن تزكى} ليس بوقف للعطف.
{فتخشى} كاف على استئناف ما بعده.
{فحشر} جائز عند بعضهم قال السخاوي وهو من وقوف النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى حشر أي جمع السحرة وأرباب دولته.
{الأعلى} ليس بوقف لمكان الفاء.
{والأولى} تام على أن جواب القسم محذوف وان جعل جوابه {إن في ذلك لعبرة} لا يوقف على شيء من أول السورة إلى هذا الموضع لأنه لا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف، وتقدم ما فيه.
{لمن يخشى} تام. ومثله {أم السماء} كأنه قال أأنتم أشد خلقاً أم الذي بناها فالمسؤول يجيب السماء أشد خلقاً وقيل {بناها} صلة للسماء أي التي بناها فعلى هذا لا يوقف على {بناها} لأن المسؤول عنه إنما هو عن أنتم و{السماء} لا عن {أشد} وجملة {بناها} ليست صفة للسماء لأن الجملة لا تكون صفة للمعرفة ثم فسر كيفية البناء فقال: {رفع سمكها فسوّاها} وقيل الوقف على {بناها}.
{فسواها} جائز.
{ضحاهاكاف} ثم استأنف قصة الأرض {دحاها} جائز لأن قوله: {أخرج} حال بإضمار قد، ومثله {ومرعاها} إن نصب {الجبال} بفعل مقدر أي وأرسى الحبال أرساها.
و{أرساها} كاف إن نصب {متاعاً} بعامل مقدر أي متعكم متاعاً وليس بوقف إن نصب على الحال مما قبله أو مفعولاً له.
{ولأنعاملكم} تام.
{الكبرى} ليس بوقف أن جعل جواب {فإذا} قوله: {فأما من طغى} وجائز أن جعل جوابها محذوفاً أي فإذا جاءت الطامة الكبرى يرون ما يرون و{يوم} مفعول فعل محذوف والوصل أولى على أن {يوم} ظرف {جاءت} قال أبو البقاء العامل فيها جوابها وهو معنى قوله: {يوم يتذكر الإنسان} ولا يوقف على {سعى} للعطف.
{لمن يرى} تام.
{وآثر الحياة الدنيا} ليس بوقف لأن ما بعده جواب {فأما}.
{المأوى} الأولى كاف.
{فإنَّ الجنة هي المأوى} تام.
{مرساها} جائز على استئناف ما بعده وهو {فيم} خبر مقدم و{أنت} مبتدأ مؤخر وقيل الوقف على قوله: {فيم} وهو خبر مبتدأ محذوف أي فيم هذا السؤال الذي يسألونه ثم تبتدئ بقوله: {أنت من ذكراها} أي أرسالك وأنت خاتم الأنبياء وآخر الرسل المبعوث في نسم الساعة ذكر من ذكراها وعلامة من علاماتها فكفاهم بذلك دليلاً على دنوها ومشارفتها ووجوب الاستعداد لها ولا معنى لسؤالهم عنها قاله الزمخشري انظر السمين أي لست في شيء من علمها أي لا تعلمها فهو سؤال تعجب من كثرة ذكرهم لها وسؤالهم عنها.
{منتهاها} كاف.
{من يخشاها} جائز قرأ العامة {منذر من يخشاها} بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفاً فمن في محل جر بالإضافة وعلى القراءة بالتنوين فـ: {من} في محل نصب مفعولاً.
وقرأ عمر بن عبد العزيز بالتنوين خص الإنذار للخاشعين وإن كان منذراً للخلق أجمعين لأنهم هم المنتفعون به.
آخر السورة تام.اهـ.